اصرة العزايزه الفصل الاول والثاني ل نهال مصطفي

موقع أيام نيوز

وقالت متحيرة 
تفتكر يطلعوا تجار سلاح ولا آثار ! 
أخذ يسحب منها الكلام دون الإفصاح عن هويته الحقيقية رفع حاجبه مستفسرا 
وأنت جاية إهنه ليه يعني !
ردت بصوت مدجج بالحماس 
عشان أفضحهم واكشف حقيقتهم للعالم كله .. هما فاكرين نفسهم مين عشان يتحايلوا على القانون .. 
لم يستطع التحكم في تمدد ثغره ب سخرية 
أصلا !!! ودي هتعمليها أزاي ! ال خلى جدك الراجل الكبرة معرفش يعملها !! 
أنا عندي أساليبي الخاصة ال هكشفهم بيها .
ضحكة مكتومة بدى طيفها على محياه مستهزءا بهمس 
في المشمش !! 
مع وصول أونصة الذهب إلى مستويات قياسية تجاوزت 2500 دولار، يجد المواطن المصري نفسه مضطراً لموازنة استثماراته بين الذهب واحتياجاته الأخرى، خاصة مع ارتفاع أسعار السيارات مثل تويوتا، هيونداي، وبي إم دبليو، مما يزيد من التحديات المالية التي يواجهها.
ثم أكملت ليلة بنفس ذات النبرة الحمقاء متأملة 
وأثبت نفسي عشان دي فرصتي الوحيدة يكون ليا برنامجي الخاص على أكبر المحطات .. لازم موضوع هيفرقع الرأي ويعمل بووم ... 
دمدم بسخرية وهو لم يتوقف عن الضحك الساخر الغير مسموع 
ده هيفرقع في وشك إن شاء الله .
عقدت حاجبيه مستفهمة وهي تتابعه عن كثب 
أفندم !! 
جهر معلنا وهو يجز على فكيه 
ربنا يوفقك يا استاذة .. وتجيبي رأسهم الأرض ونخلصوا منهم ومن أذاهم .. معاك حق دول عيلة لوش وليهم تقاليع عجيبة .. افضحيهم وأنا معاك .
رفعت سبابتها بإعجاب شديد وبنفس النبرة الحمقاء 
تتأثر أسعار السيارات من شركات مثل مرسيدس بتقلبات أسعار الذهب وسعر صرف الدولار، مما يؤدي إلى زيادة تكاليف الإنتاج والاستيراد.
أنت أجدع حد أنا قابلته في حياتي والله العظيم ..
فتحت ليلة النافذة لتستنشق الهواء البارد باستمتاع وهي تقفل جفونها وتسترخي متلذذة بنسمة الهواء الممزوجة برائحة المطر الخفيف وكأن نجوم السماء تزين ملامحها الټفت إليها بدون رغبة منه ولكن شعور ما بداخله أجبره أن يتأملها مليا .. ربما السر يكمن في خصلة شعرها القصيرة المتطايرة أم بملامحها الرقيقة التي تحمل براءة الطفولة .. تنهد وكأنه أراد أن يبتلعها دفعة واحدة لداخل صدره .. فتحت مقلتيلها كمن تذكر شيئا ودارت نحوه لتسأله بوميض من الإحراج 
أنا عارفة إني تقلت عليك .. بس ده والله آخر طلب ... بليز ممكن .
اكتفى بنظرة واحدة فتحت لها مجالا لاستكمال حديثها وقالت 
كنت عايزة أوصل لحد هنا اسمه .. 
فتحت حقيبتها بعجل وهي تخرج هاتفها تبحث عن اسم ذلك الرجل الذي تريد لقاءه فتشت لدقيقة بهاتفه ثم هبت متحمسة 
ايوة أهو اسمه هارون العزايزي .. ده العمدة بتاعهم مكان باباه ال اسمه خليفة مش كده ! بيقولوا عليه رجل صعب أوي وأصعب من باباه فاتح صدره على الناس ومحدش هامه .. وصعب التفاهم معاه وخلقه ضيق ومحدش بيعرف ياخد معاه حق ولا باطل .. بيلعب بالسبع ورقات !
دمدم لنفسه متعجبا 
أنا عملت كل ده مېتة !! 
وهنا تفرض التساؤلات نفسها في ساحة فضوله عن هوية تلك الفتاة تبحث عنه وتفتش وراء عائلته عامة ووراءه بالأخص تعامل بهدوء وجهل تام مع سؤالها وقال 
يؤدي ارتباط أسعار الذهب وسعر صرف الدولار بتكاليف المواد الخام والاستيراد إلى تأثير مباشر على أسعار السيارات في الأسواق.
و سمعتي أيه كمان ! قولي قولي دا أنت طلعتي لقطة .
ردت باندفاع متبعة فضولها وهي تتساءل 
صحيح القبيلة دي حاطة قانون جواز الډم ممنوع أي حد يتجوز من بره القبيلة ! يعني مش بيتجوزوا غير قرايب بعض وبس! 
رد بثبات 
ده أهم عرف للعزايزة .
ابدت اعتراضها معبرة 
what?! 
فاتبعت دهشتها بضحكة ساخرة وأكلمت بتلقائية 
أحيه ! 
يبدو لوقع الكلمة أثار فجة على قلبه فظهرت بوادرها بإحمرار جمر الڠضب على ملامحه 
اسمعي يا بت الناس طول ما أنت قاعدة إهنه متقوليش الكلمة دي حتى قدام عيل صغير .. فاهمة !
بدون اقتناع 
كلمة أيه ! ااه ليه يعني ! عندنا كلمة اعتراضية أن الكلام مش عاجبني أو مندهشة .. !! فين المشكلة ! وبعدين دي لهجتنا كلنا كاسكندرانية ومش مسموح لأحد حد مهما كان يتريق عليها . 
يبدو أن حديثها لم يرق له اكتفى بتنهيدة عقبت خلفها زفيرا قويا ليتخلص مما يشعر به غيرت مسار الحوار ومازالت تحت تأثير صډمتها من عرف تلك القبيلة 
نرجع لمرجوعنا .. لو واحد مثلا حب واحدة تانية ومش عايز يطبق العرف ده مفيش أي ثغرة ممكن يستخدمها خلاص كده يتجوز حد مش بيحبه ولا متقبله عشان أعراف وتخاريف !! أحنا ف الجاهلية !! دول عيلة متخلفة بجد وتستاهل تتفضح . 
بات الڠضب كحبات الفشار التي تتقاذف من عينيه وهو يشيعها بنظراته الحادة ليجيب بحزم وانتماء لقوانين قبيلتهم 
عرف العزايزة متخلقش اللي يكسروا والقوانين سيف يحترمه الصغير قبل الكبير بعيد عن الحب والمياعة اللي عتتكلمي عنها دي! 
تراجعت للخلف بړعب يتطاير من مقلتيها 
حضرتك اتعصبت لي ! أحنا مش خلاص بقينا صحاب وبندردش. عادي !! ليه الأفشة دي يا كابتين !!
طريقتها الطفولية كانت مرهما على شروخ غضبه التي جعلتها تتخدر في نفس اللحظة .. التوى ثغره مبتسما عندما رأي خۏفها فبادر ليطمئنها بعودته لهدوئه مبررا لنفسه إنه ضيفته وبلداه تحمحم بخفوت وهو يجادلها 
كملي سمعتي أي كمان على العمدة ولد المجلحف مجحف ..
بفضول ملح بجهل 
مج..مجلفح يعني أي!
ببسمة كبرياء ممزوجة ب الشكوى 
أنت جيتي لي منين يابت الناس ! فتحي مخك معاي مش كل كلمة هنزلك بقاموسها ! 
ثم ولى النظر إليها للمرة الثانية التي انحرفت فيها عينيه عن الطريق وقال 
مجلحف يعني ظالم مفتري بلغتكم في بحري .. ومش دهوت كلامك !! 
أهااه فهمت يا كابتين.. سوري مش متعودة على اللهجة بتاعتكم أصل دي أول مرة انزل فيها الصعيد .
ثم تململت في جلستها بحماس الطفولة 
متحمسة أوي أشوف
العمدة بتاعهم وبالأخص الحج خليفة أنا متخيلاه راجل رجله والقپر هلقى سنانه واقعة ولابس عمة وجلابية بس له هيبة تخض أي حد يقرب منه أنت شوفته ! قصدي تعرفه ! احكي لي كمان عن ابنه هارون ده !! 
رد بإنكار 
لا هعرفه من فين أنا على قد حالي! راجل بالسمعة دي وآثار وفلوس هيقابل أي حد والسلام زيي إكده على باب الله !! 
حدجته بعدم تصديق وهي تتأمل ماركة السيارة التي يقودها 
مش باين الصراحة !!
تفهم قصدها شارحا 
قصدك العربية !! دي بتاعت الجماعة ال شغال عنديهم . 
اااه فهمت .
أصابها اليأس في مقټل لصعوبة مهمتها بخلق حوار صحفي مع ذلك الرجل الغامض الذي قطعت مسافة أميال لأجله .. سألته بفضول 
قولي تعرف أيه عنهم كمان ! حضرتك من هنا ! يعني من البلد ..
أكمل مسرحيته المزيفة 
أنا من البلد اللي بعيدهم طوالي .. بس قوليلي عايزة تعرفي أيه ! 
قول لي مثلا أيه أغرب حاجة سمعتها عنهم ! 
فكر مليا ثم قال بإختصار متعمدا إخافتها 
أيام جدهم العزايزي الكبير ولد أخوه حب واحدة قهراوية واتجوزها من وراهم .. ولما وصلهم الخبر ..
قطعته مع اتساع بؤبؤ عينيها بفضول رهيب 
وبعدين عملو فيه أيه المجرمين دول ! 
وصلت سيارته لبوابة الفندق فهدأ السرعة تدريجيا وأجابها 
من يومها محدش سمع خبرهم في أقاويل بتقول أنهم حبسوهم في كهف في الجبل لحد ما ماتوا واللي يقولك قتلوهم ورموهم للديابة .. 
زام فاهها من هول ما سمعته 
يا حرام ! دول مجرمين بجد ! طيب ليه بيعملوا كده ! 
صف سيارته أمام مدخل الفندق ثم أبطل المحرك وطل عليها للمرة الثالثة ليجيبها بنبرة أهدى عن بداية لقائهم وكأنه يذكر نفسه بقوانين قبيلته التي قطع عهدا للحفاظ عليها أمام عينيها النبدقية 
العزايزة دمهم عزيز وشرفي .. ومش أي حد يستحق يكون منيهم .. هما إمبراطورية اكتفت بحالها في وسط الجبل .. وأي ډم غريب عليهم مصيره القټل ..... 
بللت حلقها إثر الخۏف الذي دب في أوصالها حتى أوشكت على البكاء 
يامامي !! أنا عايزة أروح ....
اڼفجر ضاحكا بصوته الأجش وملامحه الجادة التي لا يغازلها الضحك 
تقلي قلبك عاد بدأتي مشوار يبقى تقطعيه لأخره ميبقاش قلبك خفيف ... وصلنا .
تعرقلت الأعين المختلفة ببعضها أعين تحمل رائحة موج البحر الرطبة بتلك الأعين التي ينعكس منها رمال الصحراء الحاړقة كتعرقل سمكة بكمين صيادها المخادع.. يا ترى هل ذلك إثر حماقة السمكة أم للذة الطعم ! أم لدهاء صيادها ! أحست لوهلة بشعور ليس من المفترض أن تشعر به قلب يرتجف وكأن قطرات المطر الخفيفة غسلت قلبها بدلا من أرصفة الشوارع .. بتنهيدة تشبه شهقة الغريق وكأنها تود الاعتذار عما سببته له من إحراج 
مرسيي أوي تعبتك معايا يا كابتن .. جميلك ده أنا عمري ما هنساه .. حسابك كام بقا !
تعجب بغرابة 
حساب ايه !! 
التوصيلة !!
زفر بضيق 
انزلي وبطلي حديت ماسخ !! 
شكرته بعرفان 
ماشوفتش عمري في جدعنتك والله .. أنت رجل بصحيح وكلك ذوق بجد ..
كادت أن تهبط ولكنها تراجعت متسائلة 
والعربية !! عربيتي !! 
رد بثقة 
الصبح هتلاقيها قدام اللوكاندة .. والمفتاح مع الموظف . 
أردفت ممتنة بإعجاب وبثرثرة 
حقيقي أنت أجدع حد قابلته .. بجد مفيش منك بس أنا معرفتش اسمك لحد دلوقت تصور ! 
أشار بيده لرجل الأمن كي يأتي ليأخذ حقيبتها متجاهلا الرد على سؤالها حتى يئست من تلقي الجواب فترجمت صمته 
خلاص مش مهم شكلك من الناس ال بتحب تعمل الخير وترميه في البحر .. أنا هفضل فاكرة الجميل ده طول عمري .. وهحكي لكل الناس عنك . 
اكتفى بميلة خفيفة برأسه التي تحمل بداخلها مسئولية ومشاكل عائلة من أكبر وأهم عائلات الصعيد .. هبطت ليلة من سيارته فلم ينتظر دخولها لبوابة الفندق .. انطلق مسرعا نحو قبيلته التي تنتظره على مراجل من ڼار .. وقف رجل الأمن على الرصيف ملقيا التحية 
معالي الباشا نورت نورت ..نورتنا .
اقتربت ليلة من موظف الأمن وسألته بفضول قاټل 
واضح إنك تعرفه .. هو مشهور أوي كده!!
مع ابتسامة حمقاء أكملت 
مين ده !! 
رمقها الموظف بذهول يحمل ألف سؤال ناتج سؤالها الأبله 
ده هارون بيه ... هارون بيه العزايزي. 
وقع الاسم على رأسها كالصاعقة التي رجت كيانها فأغمضت عينيها لتسترد أنفاسها محاولة تلقى هذه الصدمة التي طاحت بجميع أحلامها وأن ماتبحث عنه يجلس بجوارها فغمغمت بصوت خفيض يحمل البكاء 
أحيه !! 
تقف صفية وراء الجدران تلطم على وجهها بقلق يتتطاير من معالم وجهها المنكمشة رغم بياض وصفاء بشرتها .. نادت هامسة لهيثم بړعب 
أخوك مش بعادته يعوق على الناس إكده ما تمشي رجلك للجسر ليكون دق في حد على الطريق .. 
فاض صبر هيثم الذي بدا عليه التوتر من ضجيج عمومته وأبنائهم من طيلة انتظارهم ل هارون ونظرات أبيه التي تحمل التوعد 
ياما مش أنت وهما على !! دي مابقتش عيشة وهارون ولدك مش بتاع عراك عشان يمشي يدق في خلق الله .. أقولك روحي نامي يا صفية . 
أنام كيف بس والدوار والع حريقة وكلهم هيدقوا في روس بعض ! طيب هلال أخوك فينه !
ف الجامع وروحت له قال لي أغرب عن وجهي يا أخ هيثم . 
ثم انصرف هيثم ليكرر مهاتفة أخيه للمرة الذي لا يعرف عددها وهو يركض نحو مندرة اجتماع العائلة .. هرولت صفية فاتبعت زينة خطاها 
روقي يا عمتي .. ربنا يجيب
العواقب سليمة .
ضړبت صفية على صدرها بارتباك 
كلميلي الداكتورة هاجر بتي هاجر هي اللي هتقدر توصل لهارون أخوها .. هي ال عتريح قلبي . 
وتشغلي هاجر لي بس
تم نسخ الرابط